مقدمة
في أعماق باطن الأرض بتركيا، تقع واحدة من أعجب المدن الأثرية التي حيّرت العلماء والباحثين: مدينة ديرينكويو. هذه المدينة الضخمة محفورة بالكامل تحت الأرض، ويُقال إنها كانت مأوى لعشرات الآلاف من الناس. لكن الغموض الذي يحيط بها جعلها تُعرف شعبيًا باسم "مدينة الجن". فهل هي معجزة هندسية بشرية، أم أنها تحمل سرًا أبعد من ذلك؟
اكتشاف المدينة
رغم أنها تعود لآلاف السنين، لم تُكتشف مدينة ديرينكويو رسميًا إلا في ستينيات القرن العشرين، حين كان أحد السكان يقوم بتجديد منزله، فوجد ممرًا سريًا يؤدي إلى شبكة من الأنفاق والغرف العجيبة. ومع توسع عمليات البحث، ظهرت مدينة كاملة تحت الأرض!
حجم المدينة وبناؤها
تمتد ديرينكويو على عمق يصل إلى 85 مترًا تحت سطح الأرض.
تحتوي على شبكة مذهلة من الغرف، المخازن، المطابخ، الإسطبلات، أماكن العبادة وحتى آبار المياه.
يقدّر المؤرخون أنها كانت تسع ما بين 30 – 50 ألف شخص مع مواشيهم.
تتميز بفتحات تهوية معقدة، ما يدل على وعي هندسي متقدم جدًا.
لماذا بُنيت هذه المدينة؟
تعددت التفسيرات حول السبب الحقيقي لبناء ديرينكويو:
البعض يرى أنها ملاذ آمن استخدمه السكان القدماء للهروب من الغزاة والحروب.
آخرون يعتقدون أنها ملجأ من الكوارث الطبيعية أو المناخية.
أما الأساطير الشعبية فتربطها بالجن والعوالم الخفية، لذلك سُمّيت "مدينة الجن".
الغموض الذي يحيط بديرينكويو
كيف تمكن القدماء من حفر مدينة بهذا العمق دون تقنيات حديثة؟
من الذي خطط لتصميمها المعقد بدقة مذهلة؟
لماذا لم يُترك لنا أي أثر كتابي واضح يفسر الغرض منها؟
كل هذه الأسئلة جعلت المدينة هدفًا للباحثين والمهتمين بعلم الآثار والظواهر الغامضة حول العالم.
مدينة سياحية اليوم
تحولت ديرينكويو اليوم إلى موقع أثري وسياحي عالمي في منطقة كبادوكيا بتركيا. يزورها آلاف السياح سنويًا لاكتشاف أنفاقها المظلمة ودهاليزها الطويلة، في تجربة أشبه بالانتقال إلى عالم آخر.
خاتمة
مدينة ديرينكويو أو "مدينة الجن" ستبقى لغزًا حيّر العقول، فهي شاهدة على عبقرية الإنسان القديم، ومثال على الغموض الذي تخبئه الأرض في باطنها. وبينما يرى البعض أنها مجرد إنجاز معماري، يراها آخرون دليلًا على أسرار لم تُكشف بعد.

.jpeg)
.jpeg)
.jpeg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق